السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والشعر وحياكم الله ، وسدد خطاكم
كنا نتجول في تونس الخضراء مع شاعرنا مهدي النجم ، ولكننا اليوم سنشد الرحال إلى بقعة العلم والحضارة
حيث الثقافة ومنبع العلماء ، إلى العراق العظيم وهذه المرة مع شاعرنا حسين الحديثي .
أحد أبلغ الشعراء الذي تواجدوا هنا لفترة ، ولربما غاب عن أنظار الكثير نظرا لتواجده المتقطع ؛ لكنه بحق شاعر محسن .
رجل في متاهة الصمت
الاسم | حسين الحديثي |
العمر | 31 سنة |
المهنة | أستاذ جامعي |
الموطن | الرمادي - العراق |
تاريخ الانضمام | 2006/09/26 |
عدد القصائد في منتدى الفصيح | 31 قصيدة |
ما زلت عند رأيي بأن العراق سحبت البساط من تحت موريتانيا وأصبحت هي بلد المليون شاعر ففي كل يوم يُولد لنا
شاعر وتُولد لنا قصائدُ من رحم الإبداع ، ولما حلبتُ ضرع تلك القصائد لم أجد شكا بأن ما يكتبه العراقيون يعودُ بي إلى تاريخ العرب القديم بتفننهم في
ابتكار المعاني ومحافظتهم على شكل القصيدة العمودية .
سنتجول في حديقة شاعرنا ولسنا في مجال نقد كما ذكرنا ولكننا مجرد متذوقين ، نقف عند المستحسن الذي نظمهُ الشاعر.
موطن الأستاذ حسين الحديثي في الرمادي إحدى أكبر مدن العراق وأعرقها ولم تزل بشموخها وكبريائها حتى وقتنا الحاضر
بتعدد الممالك والدول ، ورغم الهجمة الشرسة التي طالتها نتيجة الاحتلال الظالم لم يتوانى شاعرنا في نثر مكنونات الصدور بما فيها من حزن وأسى
ليعبر عن حبه ووفائه لوطنه الأول ، ونلمس ذلك في أولى قصائده التي كُتبت هنا حيث يقول في مطلعها :
أطـلـق لسـانـك إن الـكـف iiيرتـجـف
iiوقف عساك تساوي عُشر ما وقفوا
يقال أن من أساليب البلاغة ابتداء جملة الخطاب بالأمر ، ونجد ذلك بوفرة عند كثير من الشعراء ولعل أشهرهم الشاعر أحمد شوقي الذي كان يستعمل
هذا اللون من البديع في أغلب المطالع .
في الشطر الثاني من البيت يفخر الشاعر بمن وقف في وجه الاحتلال الغاشم فهو كأنه يخاطب نفسه ويأمرها بالقيام بواجبها لكنه يعود فيذكرها بأنها لا
تساوي عشر من وقفوا في ساحات النزال والمعارك .
ثم يمضي في موضوعه موقظا الحماسة في الصدور ، فمن يُقتلوا ويُشردوا هم إخوة في الله قبل كل شيء .
وقـل لجبنـك أن النـزف مــن iiدمـنـا
iiومن سوى إخوة في الله قد نزفوا
بعد ذلك بدأ الشاعر في مرحلة من الاستعطاف في عدة أبيات صورت مشهد الدمار والقتل الذي لحق بالعراق وأبنائه حيث يقول :
لــم يتـركـوا مـنـزلاً أو مسـجـداً iiأبـــداً
iiحتى المشافي بكل الحقد قد قصفوا
و شــردوا أهلـنـا فــي كـــل iiنـاحـيـةٍ
iiو أكثـروا القتـل بعـد الــذل و iiاحتـرفـوا يتمسك الشاعر بقشة من الأمل ويقول : مــا دمـــروا غـيــر حـيـطـانٍ و iiأبـنـيـةٍ
iiأمـــا الـقـلــوب فـبـالإيـمـان تـتـصــفُ
إن يـضـعـفـونـا فــديـــن الله iiقـوتــنــا
iiإني أرى القوم في الأخلاق ما ضعفوا ما جرى من مشهد القتل والدمار هو مجرد دمار لبيوت وحيطان أما القلوب فلا زالت متماسكة مفعمة بالإيمان ثم يشدد على ذلك ويرى أن الضعف ليس بالمال أو العتاد العسكري إنما الضعف في انعدام الأخلاق ..بعد عدة أبيات يقول شاعرنا في الختام :سيعلم الناس من يسعى لصالحهم
iiو كـــل أمـــرٍ بـــإذن الله iiينـكـشـفُ وهنا وقفة احترام للشاعر الذي كان دقيقا بوصفه فهو لم يلق اللوم على طرف دون طرف ، نظرا لأن هناك من يبدي غير ما يخفيولذلك علق الشاعر الأمر إلى حين ..